Sunday, July 6, 2008

Qasidah Burdah

أمنْ تذكر جيرانٍ بذى ســــلمٍ # مزجْتَ دمعا جَرَى من مقلةٍ بـــدمِ

أَمْ هبَّتِ الريحُ مِنْ تلقاءِ كاظمـــةٍ # وأَومض البرق في الظَّلْماءِ من إِضـمِ

فما لعينيك إن قلت اكْفُفا هَمَتــا # وما لقلبك إن قلت استفق يهــــمِ

أيحسب الصبُ أنّ الحب منكتـــمٌ # ما بين منسجم منه ومضْطَّــــــرمِ

لولا الهوى لم ترق دمعاً على طـللٍ # ولا أرقْتَ لذكر البانِ والعَلــــمِ

فكيف تنكر حباً بعد ما شــهدتْ # به عليك عدول الدمع والســــقمِ

وأثبت الوجدُ خطَّيْ عبرةٍ وضــنىً # مثل البهار على خديك والعنــــمِ

نعمْ سرى طيفُ منْ أهوى فأرقـني # والحب يعترض اللذات بالألــــمِ

يا لائمي في الهوى العذري معذرة # مني إليك ولو أنصفت لم تلــــمِ

عَدتْكَ حالِيَ لا سِرِّي بمســـــتترٍ # عن الوشاة ولا دائي بمنحســــمِ

محضْتني النصح لكن لست أســمعهُ # إن المحب عن العذال في صــممِ

إنى اتهمت نصيحَ الشيب في عذَلٍ # والشيبُ أبعدُ في نصح عن التهــمِ

فى التحذير من الهوى

فإنَّ أمَارتي بالسوءِ ما أتعظـــتْ # من جهلها بنذير الشيب والهـــرمِ

ولا أعدّتْ من الفعل الجميل قـرى # ضيفٍ ألمّ برأسي غيرَ محتشـــم

لو كنتُ أعلم أني ما أوقـــرُه # كتمتُ سراً بدا لي منه بالكتــمِ

منْ لي بردِّ جماحٍ من غوايتهـــا # كما يُردُّ جماحُ الخيلِ باللُّجُــــمِ

فلا ترمْ بالمعاصي كسرَ شهوتهـــا # إنَّ الطعام يقوي شهوةَ النَّهـــمِ

والنفسُ كالطفل إن تُهْملهُ شبَّ على # حب الرضاعِ وإن تفطمهُ ينفطــمِ

فاصرفْ هواها وحاذر أن تُوَليَــهُ # إن الهوى ما تولَّى يُصْمِ أو يَصِـمِ

وراعها وهي في الأعمالِ ســائمةٌ # وإنْ هي استحلتِ المرعى فلا تُسِمِ

كمْ حسنتْ لذةً للمرءِ قاتلــةً مـن # حيث لم يدرِ أنَّ السم فى الدسـمِ

واخش الدسائس من جوعٍ ومن شبع # فرب مخمصةٍ شر من التخـــــمِ

واستفرغ الدمع من عين قد امتلأتْ # من المحارم والزمْ حمية النـــدمِ

وخالف النفس والشيطان واعصِهِما # وإنْ هما محضاك النصح فاتَّهِـــمِ

ولا تطعْ منهما خصماً ولا حكمـــاً # فأنت تعرفُ كيدَ الخصم والحكــمِ

أستغفرُ الله من قولٍ بلا عمــــلٍ # لقد نسبتُ به نسلاً لذي عُقـــــُمِ

أمْرتُك الخيرَ لكنْ ما ائتمرْتُ بـه # وما اسـتقمتُ فما قولى لك استقـمِ

ولا تزودتُ قبل الموت نافلـــةً # ولم أصلِّ سوى فرضٍ ولم اصــــمِ

في مدح النبي صلى الله عليه وسلم

ظلمتُ سنَّةَ منْ أحيا الظلام إلـــى # إنِ اشتكتْ قدماه الضرَ من ورمِ

وشدَّ من سغبٍ أحشاءه وطـــوى # تحت الحجارة كشْحاً مترف الأدمِ

وراودتْه الجبالُ الشمُ من ذهــبٍ # عن نفسه فأراها أيما شــــممِ

وأكدتْ زهده فيها ضرورتُـــه # إنَّ الضرورة لا تعدو على العِصَمِ

وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورةُ منْ # لولاه لم تُخْرجِ الدنيا من العـدمِ

محمد سيد الكونين والثقليــــن # والفريقين من عُرْب ومنْ عجــمِ

نبينا الآمرُ الناهي فلا أحــــدٌ # أبرَّ في قولِ لا منه ولا نعــــمِ

هو الحبيب الذي ترجى شفاعـته # لكل هولٍ من الأهوال مقتحـــمِ

دعا إلى الله فالمستمسكون بــه # مستمسكون بحبلٍ غير منفصـــمِ

فاق النبيين في خَلقٍ وفي خُلـُقٍ # ولم يدانوه في علمٍ ولا كـــرمِ

وكلهم من رسول الله ملتمـــسٌ # غرفاً من البحر أو رشفاً من الديمِ

وواقفون لديه عند حدهــــم # من نقطة العلم أو من شكلة الحكمِ

فهو الذي تم معناه وصورتــه # ثم اصطفاه حبيباً بارئُ النســـمِ

منزهٌ عن شريكٍ في محاســـنه # فجوهر الحسن فيه غير منقســـمِ

دعْ ما ادعتْهُ النصارى في نبيهم # واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكم

وانسب إلى ذاته ما شئت من شرف # وانسب إلى قدره ما شئت من عظمِ

فإن فضل رسول الله ليس لــــه # حدٌّ فيعرب عنه ناطقٌ بفــــــمِ

لو ناسبت قدرَه آياتُه عظمــــاً # أحيا اسمُه حين يدعى دارسَ الرممِ

لم يمتحنا بما تعيا العقولُ بـــه # حرصاً علينا فلم نرْتبْ ولم نهـــمِ

أعيا الورى فهمُ معناه فليس يُرى # في القرب والبعد فيه غير مُنْفحـمِ

كالشمس تظهر للعينين من بعُـدٍ # صغيرةً وتُكلُّ الطرفَ من أمَـــمِ

وكيف يُدْرِكُ في الدنيا حقيقتـَه # قومٌ نيامٌ تسلوا عنه بالحُلُــــــمِ

فمبلغ العلمِ فيه أنه بشــــــرٌ # وأنه خيرُ خلقِ الله كلهــــــمِ

وكلُ آيٍ أتى الرسل الكرام بها # فإنما اتصلتْ من نوره بهــــمِ

فإنه شمسُ فضلٍ هم كواكبُهــا # يُظْهِرنَ أنوارَها للناس في الظُلـمِ

أكرمْ بخَلْق نبيّ زانه خُلـُـــقٌ # بالحسن مشتملٍ بالبشر متَّســـــمِ

كالزهر في ترفٍ والبدر في شرفٍ # والبحر في كرمٍ والدهر في هِمَمِ

كانه وهو فردٌ من جلالتــــه # في عسكرٍ حين تلقاه وفي حشـمِ

كأنما اللؤلؤ المكنون فى صدفٍ # من معْدِنَي منطقٍ منه ومُبْتَســم

لا طيبَ يعدلُ تُرباً ضم أعظُمَـــهُ # طوبى لمنتشقٍ منه وملتثـــــم

فى مولده صلى الله عليه وسلم

أبان مولدُه عن طيب عنصــره # يا طيبَ مبتدأٍ منه ومختتــــمِ

يومٌ تفرَّس فيه الفرس أنهــــمُ # قد أُنْذِروا بحلول البؤْس والنقـمِ

وبات إيوان كسرى وهو منصدعٌ # كشملِ أصحاب كسرى غير ملتئـمِ

والنار خامدةُ الأنفاسِ من أسـفٍ # عليه والنهرُ ساهي العينِ من سدمِ

وساءَ ساوة أنْ غاضت بحيرتُهــا # ورُدَّ واردُها بالغيظ حين ظمــي

كأنّ بالنار ما بالماء من بــــلل # حزْناً وبالماء ما بالنار من ضَــرمِ

والجنُ تهتفُ والأنوار ساطعــةٌ # والحق يظهرُ من معنىً ومن كَلِـمِ

عَمُوا وصمُّوا فإعلانُ البشائر لــمْ # تُسمعْ وبارقةُ الإنذار لم تُشــــَمِ

من بعد ما أخبر الأقوامَ كاهِنُهُمْ # بأن دينَهم المعوجَّ لم يقـــــمِ

وبعد ما عاينوا في الأفق من شُهُب # منقضّةٍ وفق ما في الأرض من صنمِ

حتى غدا عن طريق الوحي منهزمٌ # من الشياطين يقفو إثر مُنـــهزمِ

كأنهم هرباً أبطالُ أبرهــــــةٍ # أو عسكرٌ بالحَصَى من راحتيه رُمِىِ

نبذاً به بعد تسبيحٍ ببطنهمـــــا # نبذَ المسبِّح من أحشاءِ ملتقــــمِ

فى معجزاته صلى الله عليه وسلم

جاءتْ لدعوته الأشجارُ ســـاجدةً # تمشى إليه على ساقٍ بلا قــــدمِ

كأنَّما سَطَرتْ سطراً لما كتـــبتْ # فروعُها من بديعِ الخطِّ في اللّقَـمِ

مثلَ الغمامة أنَّى سار سائــــرةً # تقيه حرَّ وطيسٍ للهجير حَــــمِى

أقسمْتُ بالقمر المنشق إنّ لـــه # من قلبه نسبةً مبرورة القســــمِ

وما حوى الغار من خير ومن كرمٍ # وكلُ طرفٍ من الكفار عنه عــِى

فالصِّدْقُ في الغار والصِّدِّيقُ لم يَرِما # وهم يقولون ما بالغـار مــن أرمِ

ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت على # خير البرية لم تنسُج ولم تحُــــمِ

وقايةُ الله أغنتْ عن مضاعفـــةٍ # من الدروع وعن عالٍ من الأطـُمِ

ما سامنى الدهرُ ضيماً واستجرتُ به # إلا ونلتُ جواراً منه لم يُضَــــمِ

ولا التمستُ غنى الدارين من يده # إلا استلمت الندى من خير مستلمِ

لا تُنكرِ الوحيَ من رؤياهُ إنّ لــه # قلباً إذا نامتِ العينان لم يَنَـــم

وذاك حين بلوغٍ من نبوتــــه #فليس يُنكرُ فيه حالُ مُحتلــــمِ

تبارك الله ما وحيٌ بمكتسـَــبٍ # ولا نبيٌّ على غيبٍ بمتهـــــمِ

كم أبرأت وصِباً باللمس راحتُـه # وأطلقتْ أرباً من ربقة اللمـــمِ

وأحيتِ السنةَ الشهباء دعوتـُــه # حتى حكتْ غرّةً في الأعصر الدُهُمِ

بعارضٍ جاد أو خِلْتُ البطاحَ بهـا # سَيْبٌ من اليمِّ أو سيلٌ من العَـرِمِ

فى شرف القرآن

دعْني ووصفيَ آياتٍ له ظهــرتْ # ظهورَ نارِ القرى ليلاً على علــمِ

فالدُّرُّ يزداد حسناً وهو منتظــمٌ # وليس ينقصُ قدراً غير منتظــمِ

فما تَطاولُ آمالِ المديح إلــــى # ما فيه من كرم الأخلاق والشِّيـمِ

آياتُ حق من الرحمن مُحدثـــةٌ # قديمةٌ صفةُ الموصوف بالقــدمِ

لم تقترنْ بزمانٍ وهي تُخبرنـــا # عن المعادِ وعن عادٍ وعـن إِرَمِ

دامتْ لدينا ففاقت كلَّ معجـزةٍ # من النبيين إذ جاءت ولم تــدمِ

محكّماتٌ فما تُبقين من شبـــهٍ # لِذى شقاقٍ وما تَبغين من حَكَــمِ

ما حُوربتْ قطُّ إلا عاد من حَـرَبٍ # أعدى الأعادي إليها ملْقِيَ السلمِ

ردَّتْ بلاغتُها دعوى معارضَهــا # ردَّ الغيورِ يدَ الجاني عن الحُـرَمِ

لها معانٍ كموج البحر في مـددٍ # وفوق جوهره في الحسن والقيـمِ

فما تعدُّ ولا تحصى عجائبهــــا # ولا تسامُ على الإكثار بالســــأمِ

قرَّتْ بها عين قاريها فقلتُ لــه # لقد ظفِرتَ بحبل الله فاعتصـــمِ

إن تتلُها خيفةً من حر نار لظــى # أطفأْتَ حر لظى منْ وردِها الشّبِـمِ

كأنها الحوض تبيضُّ الوجوه بـه # من العصاة وقد جاؤوه كالحُمَــمِ

وكالصراط وكالميزان معْدلــةً # فالقسطُ من غيرها في الناس لم يقمِ

لا تعجبنْ لحسودٍ راح ينكرهـــا # تجاهلاً وهو عينُ الحاذق الفهـــمِ

قد تنكر العينُ ضوءَ الشمس من رمد # وينكرُ الفمُ طعمَ الماءِ من ســـقمِ

في إسرائه ومعراجه صلى الله عليه وسلم

يا خير من يمّم العافون ســـاحتَه #سعياً وفوق متون الأينُق الرُّسُـــمِ

ومنْ هو الآيةُ الكبرى لمعتبـــرٍ #ومنْ هو النعمةُ العظمى لمغتنـــمِ

سَريْتَ من حرمٍ ليلاً إلى حــــرمِ # كما سرى البدرُ في داجٍ من الظلمِ

وبتَّ ترقى إلى أن نلت منزلــةً #من قاب قوسين لم تُدركْ ولم تُرَمِ

وقدمتْكَ جميعُ الأنبياء بهـــــا #والرسلِ تقديمَ مخدومٍ على خــدمِ

وأنت تخترقُ السبعَ الطباقَ بهــم #في موكب كنت فيه صاحب العلمِ

حتى إذا لم تدعْ شأواً لمســتبقٍ # من الدنوِّ ولا مرقىً لمُسْـــــتَنمِ

خَفضْتَ كلَّ مقامٍ بالإضـــافة إذ # نوديت بالرفْع مثل المفردِ العلــمِ

كيما تفوزَ بوصلٍ أيِّ مســــتترٍ #عن العيون وسرٍ أيِّ مكتتـــــمِ

فحزتَ كل فخارٍ غير مشــــتركٍ #وجُزْتَ كل مقامٍ غير مزدَحَــــمِ

وجلَّ مقدارُ ما وُلّيتَ من رُتـــبٍ # وعزَّ إدراكُ ما أوليتَ من نِعَـــمِ

بشرى لنا معشرَ الإسلام إنّ لنـــا # من العناية ركناً غير منهــــدمِ

لما دعا اللهُ داعينا لطاعتـــــه #بأكرم الرسل كنا أكرم الأمـــمِ

فى جهاده صلى الله عليه وسلم

راعتْ قلوبَ العدا أنباءُ بعثتــه # كنْبأةٍ أجفلتْ غُفْلا من الغَنــــمِ

ما زال يلقاهمُ في كل معتــركٍ # حتى حكوا بالقَنا لحماً على وضـمِ

ودُّوا الفرار فكادوا يَغبِطُون به # أشلاءَ شالتْ مع العِقْبان والرَّخــمِ

تمضي الليالي ولا يدرون عدَّتَهـا #ما لم تكنْ من ليالي الأشهر الحُرُمِ

كأنما الدينُ ضيفٌ حل سـاحتهم # بكل قَرْمٍٍ إلى لحم العدا قَـــرِمِ

يَجُرُّ بحرَ خَميسٍ فوقَ ســـابحةٍ # يرمى بموجٍ من الأبطال ملتَطِــمِ

من كل منتدب لله محتســـبٍ # يسطو بمستأصلٍ للكفر مُصْطلِـــمِ

حتى غدتْ ملةُ الإسلام وهي بهمْ # من بعد غُربتها موصولةَ الرَّحِــمِ

مكفولةً أبداً منهمْ بخـــير أبٍ # وخير بعْلٍ فلم تيتمْ ولم تَئِــــمِ

همُ الجبال فسلْ عنهم مصادمهـم # ماذا رأى منهمُ في كل مصطدمِ

وسلْ حُنيناً وسل بدراً وسل أُحداً # فصولُ حتفٍ لهم أدهى من الوخمِ

المُصْدِرِي البيضِ حُمراً بعد ما وردتْ # منَ العدا كلَّ مسودٍّ من اللِمَــمِ

والكاتِبِينَ بسُمْرِ الخَط ما تركتْ # أقلامُهمْ حَرْفَ جسمٍ غيرَ مُنْعَجِــمِ

شاكي السلاحِ لهم سيما تميزُهـمْ # والوردُ يمتازُ بالسيما عن السَّــلَمِ

تُهْدى إليك رياحُ النصرِ نشْرهـمُ # فتَحسبُ الزهرَ في الأكمام كل كمِى

كأنهمْ في ظهور الخيل نَبْتُ رُباً # منْ شِدّة الحَزْمِ لا من شدّة الحُـزُمِ

طارتْ قلوبُ العدا من بأسهمْ فَرقاً # فما تُفرِّقُ بين الْبَهْمِ وألْبُهــــُمِ

ومن تكنْ برسول الله نُصـــرتُه # إن تلقَهُ الأسدُ فى آجامها تجــمِ

ولن ترى من وليٍ غير منتصــرٍ # به ولا من عدوّ غير منقصــــمِ

أحلَّ أمتَه في حرْز ملَّتـــــه # كالليث حلَّ مع الأشبال في أجَــمِ

كم جدَّلتْ كلماتُ الله من جدلٍ # فيه وكمْ خَصَمَ البرهانُ من خَصِـمِ

كفاك بالعلم في الأُمِّيِّ مُعجــزةً # في الجاهلية والتأديب في اليُتُمِ

في التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم

خدْمتُه بمديحٍ استقيلُ به ذنوبَ # عمرٍ مضى في الشعر والخِــدَمِ

إذْ قلّدانيَ ما تُخْشي عواقبُــه # كأنَّني بهما هدْيٌ من النَّعَـــمِ

أطعتُ غيَّ الصبا في الحالتين وما # حصلتُ إلاّ على الآثام والنـــدمِ

فياخسارةَ نفسٍ في تجارتهـــا #لم تشترِ الدين بالدنيا ولم تَسُــمِ

ومن يبعْ آجلاً منه بعاجلــــهِ # يَبِنْ له الْغَبْنُ في بيعٍ وفي سَـلمِ

إنْ آتِ ذنباً فما عهدي بمنتقض # من النبي ولا حبلي بمنصـــرمِ

فإنّ لي ذمةً منه بتســــميتي # محمداً وهو أوفى الخلق بالذِمـمِ

إن لّم يكن في معادي آخذاً بيدى #فضلاً وإلا فقلْ يا زلةَ القــــدمِ

حاشاه أن يحرمَ الراجي مكارمَـه # أو يرجعَ الجارُ منه غير محتــرمِ

ومنذُ ألزمتُ أفكاري مدائحــه #وجدتُهُ لخلاصي خيرَ مُلتــــزِمِ

ولن يفوتَ الغنى منه يداً تَرِبـتْ # إنّ الحيا يُنْبِتُ الأزهارَ في الأكَمِ

ولمْ أردْ زهرةَ الدنيا التي اقتطفتْ # يدا زُهيرٍ بما أثنى على هَـــرمِ

في المناجاة وعرض الحاجات

يا أكرمَ الخلق ما لي منْ ألوذُ بـه #سواك عند حلول الحادث العَـمِمِ

ولن يضيق رسولَ الله جاهُك بــي # إذا الكريمُ تجلَّى باسم منتقـــمِ

فإنّ من جودك الدنيا وضرّتَهــا # ومن علومك علمَ اللوحِ والقلـــمِ

يا نفسُ لا تقنطي من زلةٍ عظمــتْ # إنّ الكبائرَ في الغفران كاللــممِ

لعلّ رحمةَ ربي حين يقســــمها # تأتي على حسب العصيان في القِسمِ

يارب واجعلْ رجائي غير منعكِـسٍ # لديك واجعل حسابي غير منخــرمِ

والطفْ بعبدك في الدارين إن له #صبراً متى تدعُهُ الأهوالُ ينهــزمِ

وائذنْ لسُحب صلاةٍ منك دائمــةٍ # على النبي بمُنْهَلٍّ ومُنْسَــــــجِمِ

ما رنّحتْ عذباتِ البان ريحُ صــباً # وأطرب العيسَ حادي العيسِ بالنغمِ

ثم الرضا عن أبي بكرٍ وعن عمـرٍ # وعن عليٍ وعن عثمانَ ذي الكـرمِ

والآلِ وَالصَّحْبِ ثمَّ التَّابعينَ فهُــمْ # أهل التقى والنَّقا والحِلمِ والكـرمِ

يا ربِّ بالمصطفى بلِّغْ مقاصـدنا # واغفرْ لنا ما مضى يا واسع الكـرم

واغفر إلهى لكل المسلمين بمــا # يتلوه فى المسجد الأقصى وفى الحرم

وبجاه من بيْتُهُ فى طيبة حــرمٌ # وإسمُهُ قسمٌ من أعظــم القســم

وهذه بردةُ المختار قد خُتمـتْ # والحمد لله في بدإٍ وفى ختــــم

أبياتها قدْ أتتْ ستينَ معْ مائـةٍ # فرّجْ بها كربنا يا واسع الكـــرم

No comments: